أكثر من 110 أشخاص لقوا مصرعهم وهم يجمعون “الكمأة” منذ بداية الموسم في البادية السورية
أفادت بعض المصادر المقربة من نظام الأسد، اليوم الثلاثاء 26 آذار/ مارس، أن 110 أشخاص قُتلوا في سوريا منذ بدء موسم جمع فطر الكمأة في البادية، بسبب الهجمات التي يتعرضون لها من قبل مسلحين، أو بسبب انفجار ألغام ومخلّفات قصف سابق.
وأفاد مصدر لصحيفة “الوطن” المقربة من النظام بأن أكثر من 110 أشخاص لقوا مصرعهم وهم يجمعون الكمأة منذ بداية الموسم بانفجار ألغام من مخلفات تنظيم الدولة “داعش”.
وأضاف أن قطاعات كثيرة من البادية لا تزال مزروعة بألغام تنظيم “داعش”، ولا تزال مناطق بعمق البادية معرضة بأي لحظة لهجمات من التنظيم.
وذكر أحد موردي الكمأة، أن الفطر المذكور يوجد بكثرة في البادية لهذا الموسم، ويعتبر مصدر رزق موسمي لكثير من المدنيين، مضيفاً أن لديه عدة ورشات من أبناء ناحية عقيربات، تعمل بجمع الكمأة من مناطق وجوده في البادية.
وأشار إلى أن أجرة العامل أو العاملة تتراوح بين 4 آلاف إلى 6 آلاف ليرة بالساعة، مضيفاً أن كميات كبيرة من الكمأة تصدّر إلى لبنان والعديد من دول الخليج العربي.
ويبلغ سعر الكيلو بين 50 إلى 150 ألف ليرة، حسب لون الحبة وحجمها، فالكمأة البنية وذات الحبة الكبيرة أغلى من البيضاء، وبحسب المصدر، فإن معظم الزبائن هم من الفئات المجتمعية ذات المداخيل المفتوحة، مثل الأطباء والمهندسين والتجار وكبار الموظفين.
وذكر باعة الكمأة، أن حركة البيع جيدة هذا العام للاستهلاك المحلي، وأن كميات كبيرة مما يرد إلى سوق سلمية بريف حماة يورَّد إلى دمشق، لبيعه للمطاعم والفنادق الكبيرة من فئات خمس نجوم وغيرها.
ومنذ مطلع شهر شباط الماضي، بدأت حصيلة ضحايا المدنيين في البادية السورية بالارتفاع مع بدء موسم جمع الكمأة، لتعيد إلى الأذهان المجازر التي ارتكبت بحق جامعي المادة في المواسم السابقة.
ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 18 مدنياً بينهم طفلان في سوريا خلال شهر شباط، في أثناء جني محصول الكمأة. ولفتت إلى استمرار وقوع ضحايا بسبب الألغام التي تمت زراعتها من قبل جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها، لتصبح حصيلة الضحايا بسبب الألغام منذ بداية عام 2024، 27 مدنياً بينهم 7 أطفال وسيدتان.
ويشار إلى أنّه، منذ عام 2018، باتت عملية البحث عن “الكمأة” محفوفةً بالمخاطر، إذ شهدت العديد من مناطق جنيها في دير الزور والرقة والسويداء والريف الشرقي من حلب وحماة، انفجار العديد من الألغام وذخائر مخلّفات الحرب، التي أودت بحياة العشرات من عمّال جني الكمأة، فضلاً عن مقتل وإصابة بعضهم برصاص “داعش